بعد يومٍ على خطف منسّق حزب القوّات اللبنانية في قضاء جبيل باسكال سليمان قرب بلدة لحفد اللبنانية، عُثر عليه مقتولاً في سوريا، أمس الاثنين. وبعد تداول الخبر، اندفع عدد من مناصري حزب القوّات اللبنانية إلى الشارع ليلاً، واعتدوا على عددٍ من المركبات التي تحمل لوحات سورية، كما تهجّموا على عمّالٍ ومارّة سوريين في مناطق مختلفة.
وقد حُدّدت تفاصيل الجريمة في 3 روايات رسمية مختلفة، بل متضاربة، أوّلها صدر عن الجيش اللبناني، وتفيد بأنّ سليمان قُتل «على يد خاطفيه أثناء محاولتهم سرقة سيارته»، ما يشير إلى أنّه نُقل إلى سوريا مقتولاً. وأضاف الجيش أنّه خلال التحقيق مع عدد من المتورّطين، تبيّن أنّ الخاطفين هم مَن نقلوا جثته إلى سوريا.
من جهته، أصدر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بيانَين، أشار في الأول إلى أنّ «الجهات الخاطفة التي تستمر التحقيقات لكشف كامل هويتها، عمدت إلى تصفية» سليمان. لكنّ سرعان ما صحّح المكتب الإعلامي الحكومي البيان الأوّل، ببيانٍ ثانٍ يتخلّى عن مصطلح «التصفية» بمعناه السياسي والأمني، ويقول أنّ «الجهات الخاطفة قامت بهذه الجريمة الشنعاء»، ما يحيل إلى فعلٍ جنائي.
وقد رفضت القوّات اللبنانية رواية الجيش اللبناني، أي اعتبار قتل سليمان بعد خطفه جريمة جنائية هدفها السرقة، لا سيّما أنّ منفّذي الجريمة تمكّنوا من نقله عبر الحدود. وقالت في بيان إنّ «استشهاد الرفيق باسكال سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس». وذلك إلى جانب توجيه عدد من نواب القوّات أصابع الاتّهام إلى حزب الله.