استكملت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حملتها لتقويض الحريّات عبر الادّعاء على برنامج «مرحبا دولة» الذي يُعرض على شاشة LBCI، وذلك بحُجّة ظهور بزّات عسكريّة وأسلحة بلاستيكية على الشاشة، علماً أنّها منتشرة في أغلب المحال التجارية.
وقد مثُل اليوم منتج البرنامج، الإعلامي فراس حاطوم، أمام فرع المعلومات بناءً على إشارة مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فادي عقيقي، حيث طُلب منه تسليم الأسلحة البلاستيكية والبزّات العسكريّة المُستخدمة في العمل التلفزيوني قبل تركِه رهن التحقيق.
وقد استغرق التحقيق قرابة ساعتَين، أوضح خلالها حاطوم أنّ هذه المعدّات والأسلحة والبزّات «لم يتم شراؤها الآن لكن تُستخدم خصيصاً لأغراض التصوير وفي أكثر من مسلسل أو عمل تلفزيوني»، وأنّ «السلاح ليس حقيقياً إنما مخصّص لغرض التصوير». وأشار حاطوم إلى التعامل الكيدي والاستنسابي للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بدلاً من أخذ النقد الموجه لها بالاعتبار ومعالجة الظروف السيئة التي يعيشها عناصر المديرية.
يُذكر أنه سبق لوزير الداخلية، بسّام المولوي، أن تقدّم في كانون الثاني الماضي، بدعوى لمنع عرض «مرحبا دولة» بحجة استباحة البرنامج «للحرم الأخلاقية المناقبية» والإساءة للدولة ومؤسساتها. لكنّ قاضية الأمور المستعجلة في بيروت، كارلا شواح، أسقطت الدعوى، واستمرّ عرض الموسم الأول للبرنامج الذي يؤلّفه ويخرجه محمد الدايخ.
يشار أيضاً إلى أنّ الإشارة القضائية للتحقيق مع حاطوم، صدرت عن القاضي فادي عقيقي الذي استدعى قبل أسبوعَين الناشط مكرم رباح وهدّده بشكل أو بآخر باتّهامه بالعمالة لإسرائيل بسبب مقابلة تلفزيونية. كما سبق لعقيقي أن تصدّر مشهد قمع الحريّات، إذ ادعى على أكثر من ثلاثين ناشطاً من طرابلس، بتُهم «الإرهاب»، في آخر تحرّكات انتفاضة 17 تشرين عام 2021.