هدأت موجة المخرج الفرنسي جان-لوك غودار، بعمر الـ91.
غودار، الابن المُشاكس للسينما الفرنسيّة، اشتُهرَ بدايةً إلى جانب زميله فرانسوا تروفو في ستّينات القرن الماضي كأبرز مؤسّسي «الموجة الجديدة»: نمطٌ جديدٌ من الإنتاج، غير تجاري، بسيط، يعتمد على الشباب والمراجع الأدبية، ويُعارض في جوهره سينما هوليوود.
بالألوان الأساسية الثلاثة، رسم غودار هويّته البصرية، واعتمد أسلوباً أقرب إلى الكولّاج، في نصوصه كما في صوَره، مثل فيلمه الأخير «كتاب الصورة» المبني بالكامل على مشاهد مقتبسة من أفلامٍ أخرى، دون أن يصوّر ولو مشهد واحد. كما نظّر للسينما والصورة، ونشر مقالات كثيرة في «دفاتر السينما».
ساهم المخرج السويسري- الفرنسي في إطلاق عدّة نجوم، بينهم أنّا كارينا وآن ويازمسكي، وجان- بيار ليو وجان- بول بلمندو. لكن ذلك لم يمنعه من التصرّف ببعض العجرفة مع مُخرجين آخرين، فسرعان ما انتهت صداقته بتروفّو، ولاحقاً بزميلته المُخرجة أنيَس فاردا.
ناضل غودار، الماركسي، بواسطة السينما إلى جانب طلّاب «أيار68»، ورفع شعارات الطبقة العاملة، حتّى أنّه زار مخيّم الكرامة في الأردن وأنتج فيلمه «هنا وهناك» بالتعاون مع مؤسّسة السينما الفلسطينية. احتقر التلفاز واحتقر ثقافة الاستهلاك، وحاول الابتعاد عن الأضواء قدر الإمكان. واليوم، يبتعد غودار مرّةً أخيرة، بهدوء، بعد عقودٍ من المُشاغَبة.