كشفت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أنها تمكّنت من تحديد هوية شخصَين من مجموعة شبيحة متورّطة بسرقة أجهزة كمبيوتر من غرفة المراقبة في السجن وملفات أخرى من القلم الأمني فيه. وقالت الرابطة في بيان اليوم إنّ شهادات سكّان محليّين وأهالي معتقلين مخفيّين، مكّنتها من تحديد هوية شخصَين هما «محمد ش.» و«محمود م.» من تلفيتا، ينتميان «لمجموعة تضمّ 14 شخصاً من الشبيحة وفلول النظام المخلوع» عملت على سرقة الوثائق من المعتقل.
وأشارت شهادة أحد الأهالي إلى أنّ مجموعة مسلّحة من خمسة أشخاص نقلت أوراق وملفات من داخل السجن إلى سيارة، إضافةً لجهازَي كومبيوتر مكتبيَّين. وقال شاهد آخر إنّه رأى أحد أفراد المجموعة «يحمل كيساً أبيض كبيراً» إلى السيارة نفسها التي قدّم أوصافها الدقيقة.
وأضافت الرابطة أنّ معلومات وصلتها عن تسليم أحد أفراد المجموعة نفسه لعناصر إدارة العمليات العسكرية، من دون الكشف عن مصير الأجهزة والملفات المسروقة. وناشدت الرابطة أهالي مدينة صيدنايا والمناطق المجاورة من أجل التعاون لتقديم أي معلومات قد تفيد في الكشف عن هوية عصابة الشبيحة واستعادة الوثائق التي يُمكن أن تكشف عن مصير آلاف المعتقلين والمفقودين.
يُذكر أنّ معتقل صيدنايا، المعروف بـ«المسلخ البشري» أو «سجن الملح»، حرّرته فصائل المعارضة في الساعات الأخيرة قبل خلع نظام الأسد الذي أدار فيه أبشع جرائم التعذيب بحق المعارضين والسوريّين على مدى عقود. وقد تحرّر من السجن آلاف المعتقلين بينما لا يزال مصير الآلاف الأخرين غير معروف، إذ تشير أرقام منظّمات حقوقية سورية إلى أنه قضى في السجن تحت التعذيب أكثر من 30 ألف ضحية.