قمع مناصرون لحركة «فتح» في سوريا وقفةً تضامنيةً مع مخيّم جنين، كان من المفترض عقدها ظهر اليوم أمام مبنى السفارة الفلسطينية في دمشق. ناشطون مستقلّون دعوا للوقفة، تحت شعار «فك الحصار عن مخيم جنين»، لكنّهم تفاجأوا اليوم بوصول مسيرة مضادّة، شعارها «دعم فخامة السيد الرئيس محمود عباس وحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية والمؤسسة الأمنية الفلسطينية».
وقد عمد شبّيحة محمود عباس إلى فضّ الوقفة التضامنية، وفتّشوا اليافطات وحرّضوا على المعتصمين. وبحسب ما نشر الصحافي يوسف الشرقاوي (وهو من منظّمي الوقفة)، فإنّ المسيرة الداعمة للسلطة «اعتدت علينا بالضرب، ثم أُطلِقت النار في الهواء، واعتُقِل عشرة أشخاص بينهما صحافيان، لنحو خمس ساعات، إلى أن تم إخراجهم من قيادة الشرطة».
أمّا الشعارات التي رفعها المتضامنون، فكانت تتعلّق بفكّ الحصار عن مخيّم جنين، وتذكير السلطة الفلسطينية بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين وشرعية حق العودة، ويافطات أخرى كتب عليها: «مخيمات جنين، تل الزعتر، نهر البارد، صبرا وشاتيلا، مخيم اليرموك: القاتل واحد».
تجدر الإشارة إلى أنّ السلطة الفلسطينية ما زالت تحاصر مخيّم جنين في الضفّة الغربية منذ أكثر من شهر، ضمن حملةٍ أمنية تحاول تقويض فصائل المقاومة في المخيّم. أمّا المسيرة المضادّة اليوم، فقد حاولت نسخ هذا التوجّه القمعي في سوريا، البلد الذي بدأ يشهد، بعد عقود من القمع الأسدي، ديناميات سياسية جديدة في شوارع العاصمة.