«قاعدين لهم». هذا ما قالته شيرين أبو عقلة، وهي تجلس على كرسيّ غرسته في منتصف الطريق حين كانت تغطّي أحداث حيّ الشيخ جرّاح في شباط الفائت. وشيرين تعرف أنّها منذ أكثر من عشرين عاماً، «قاعدة لهم»، «قاعدة على قلب» الاحتلال كي تنقل أخبار فلسطين.
صباح اليوم، استشهدت شيرين أبو عاقلة، بنت القدس ومراسلة «الجزيرة». قتلها قنّاصٌ إسرائيليّ خلال تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين. كانت ترتدي السترة الواقية محفورة عليها الكلمة التي وهبت حياتها لها: «صحافة». لكنّ السترة لم تقِ شيرين. أصابها القنّاص بالرأس. قتلها كما يقتل الاحتلال عادةً. بدمٍ باردٍ.
منذ الانتفاضة الثانية العام 2000، ثمّ اجتياح الضفّة العام 2002، تحوّلت شيرين إلى صوت فلسطين. اقتربت من الموت أكثر من مرّة. لم تخفِ خوفها. لكنّها أرادت للصوت أن يصل، وهي التي كانت تعرف أنّ الصوت لن يغيّر العالم، لكنّها كانت تعرف أيضاً أنّ الاحتلال لن يدوم.