ارتكبت جمعية تُطلق على نفسها اسم «سواعد الخير» جريمةً في طمس معالم زنازين أحد الفروع الأمنية العائدة للنظام السوري المخلوع في منطقة اللاذقية. ونظّمت الجمعية هذا النشاط وصوّرته على أنه دلالة على تغيّر الواقع السوري، ولو أنه يجسّد فعلياً عبثاً بمسرح جريمة أدّى إلى محو أيّ دليل على هوية الذين اعتُقلوا في هذا الفرع، أو حتى إزالة ذكريات هؤلاء السجناء.
وقد اتّهم ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي فلول النظام بالوقوف وراء هذه المبادرة، مشيرين إلى أنّ أحد القيّمين عليها صحافي كان يعمل لحساب قنوات سورية أدارها نظام الأسد. وأكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، أنه يتمّ التحقيق في الحادثة، مضيفاً أنّ «العبث بمسرح الجريمة يُعد انتهاكاً خطيراً، وأخشى أن يكون هذا العبث مقصوداً، خاصة أنّ مرتكبي الانتهاكات غالباً ما يسعون لطمس الأدلة وإخفاء آثار جرائمهم، بل وقد يدفعون أموالاً لأشخاص لتنفيذ ذلك».
وتجدر الإشارة إلى أنّ فرقاً مختصّة تقوم بتفقّد السجون والفروع الأمنية في مختلف المناطق السوريّة، بهدف جمع المعلومات والأدلّة منها في محاولة الكشف عن مصير معتقلين ومفقودين لدى النظام المخلوع. وكانت السجون والفروع الأمنية قد تعرّضت للكثير من الانتهاكات في الأيام الأولى لتحريرها، وذلك بفعل حالة الفوضى التي عمّت وتهافت الأهالي لمعرفة مصائر أبنائهم.