لأوّل مرّة منذ 24 تشرين الأوّل، رأت العائلة علاء عبد الفتّاح: «نحيفاً جداً وضعيفاً جداً، لكن سعيداً بالعودة إلى عائلته للحظة». زيارة أمس، التي كان يُفترَض أن تحتفل بعيد ميلاد علاء الـ41، حملت عنوان تجربة الاقتراب من الموت التي خاضها خلال الإضراب.
روى علاء أنّه انهار تماماً في الأسبوعَين الأخيرَين، فاقداً وعيَه مرّتين. وقد ضاقت حاله لدرجة أنّه أخذ يضرب رأسه بحائط الزنزانة إلى أن نزف، محاولاً وضع حدٍّ لجحيمه، بعدما رفضت إدارة السجن تسجيل إضرابه عن الطعام قبل فحصه طبياً.
بعد انهياره الأخير، استفاق علاء مُحاطاً بزملاء الزنزانة الذين حاولوا إنقاذ حياته، وقد عُلّقَت له محاليل سكر الجلوكوز. عند ذلك الحد، كان ضغط دمه منخفضاً جداً ومستوى السكر غير مُتّزن، ما ينفي مزاعم السلطة المصرية حول صحّته.
بعد بيان العائلة، أضافت سناء سيف، شقيقة علاء، أنّها لم تُراسل الحكومة البريطانية لطمأنتها على صحّة علاء (باعتباره مواطناً بريطانياً)، «لشعورها بالخزي تجاه الحكومة البريطانية التي لم تفعل شيئاً لإنقاذ حياته».
وكانت إدارة السجن قد قطعت أيّ أخبار من علاء، إلّا رسالتَين قصيرتَين كتبهما بعد انهياره. أمّا هو، فلم يكن على علمٍ بما يجري خارج السجن وبحملة التضامن معه في قمّة المناخ. بختام الزيارة، حصل علاء على جهاز الـmp3، استمع للموسيقى لأوّل مرّة منذ ثلاثة أعوام، «وشعر أنه قيد الحياة مرّةً أخرى».