في اعتراضٍ متّسع وأكثر تنظيماً على تصوير مسلسل «قيصر» في سوريا، أصدرت عائلات المفقودين وضحايا نظام الأسد المخلوع بياناً يتوجّه إلى صنّاع الدراما والجمهور السوريّين والعربيّين، ويدعوهم إلى التحلّي بالمسؤولية وإدراك حساسية الملف وأهميته الشخصية والوطنية.
وقد وقّع على البيان 11 منظّمةً من روابط عائلات الضحايا و63 أسرةً منهم و28 من الناجين، إضافةً لعشرات الناشطين الحقوقيّين. ويعبّر البيان عن الغضب الكبير من كون تصوير المسلسل المذكور يجري داخل السجون، في دلالة واضحة على الاستمرار في الاستهتار والعبث بمسارح الجريمة «حيث جرى تعذيبنا وتعذيب أحبتنا، وتغييب الآلاف منهم».
ودعا البيان الجهات الحكومية السورية إلى وقف تصوير المسلسل نهائياً، واتّخاذ كل الإجراءات للحفاظ على أدلّة الجرائم في المراكز الأمنية الرسمية وغير الرسمية، وذلك بعد أيّام على توقيف تصوير مسلسل «قيصر» بشكلٍ مؤقّت. وأحداث هذا العمل مستوحاة ممّا حصل في سجن صيدنايا، الأمر الذي يعتبره الأهالي استغلالاً للمعاناة وتحويلها إلى مادّة ترفيهية.
كذلك توقّف البيان عند اختيار صنّاع الدراما فنّانين وفنّانات «لم يكتفِ بعضهم بالصمت حيال استباحة النظام الأسدي لنا طيلة نصف قرن، بل تبنّى دعايته وجمّل طبيعته وأنكر عذاباتنا». وأشار إلى «النفور الشديد» من هؤلاء الفنّانين الذين لم يكلّفوا أنفسهم بالاعتذار عن وقوفهم الطويل في صف الباطل.