مرّةً جديدة، يتعمّد جنود إسرائيليون «ختم» فلسطينيين برمز نجمة داود الموجودة على العلم الإسرائيلي: فبعد ثلاثة أعوام في سجون الاحتلال، أُفرج عن الأسير مصعب قطاوي الخميس الماضي، حليق الرأس، لتظهر على فروة رأسه ندبةٌ بشكل نجمة داود، حفرها الجنود الإسرائيليون بآلةٍ حادّة.
وبعد خروجه من السجن مصاباً بمرض السكايبوس (الجرب)، أفاد قطاوي أنّه «جرى وضع رؤوسنا أنا والمحرّر أحمد مناصرة داخل حاويات القمامة وحلق رؤوسنا على الصفر والتنكيل بنا، قبل تحرّرنا من سجون الاحتلال». وأضاف أنّ الأسرى يعانون داخل السجن، «وفي أي لحظة قد يستشهد أسير جديد بسبب ما يتعرّضون له».
قبل هذه «الحادثة» بسنتَين تقريباً، في 20 آب 2023، أُفرج عن الشاب عروة شيخ علي (مخيّم شعفاط، القدس) وعلى وجهه حُفرت النجمة. ستُرافقه هذه الندبة طيلة حياته. أعضاء الشرطة الـ16 الذين داهموا منزله، أغلقوا كاميراتهم قبل الانقضاض عليه، وتذرّعت الشرطة لاحقاً أنّ هذه العلامات ناتجة «على ما يبدو من رباط حذاء أحد أفراد الشرطة وأنّ شيخ علي قاوم اعتقاله». ولكن خبيراً طبّياً إسرائيلياً هذه المزاعم، وأكّد أنّ «هذه العلامة هي نتيجة أداة أو أدوات معدنية».
من رؤوس الفلسطينيين إلى أراضيهم، يصرّ الجنود الإسرائيليون على ترك هذا الأثر وراءهم: فقبل أسابيعٍ فقط، أظهرت الصوَر الجويّة في «خرائط غوغل» أنّ الدبّابات الإسرائيلية، وإثر تدميرها منطقة بيت حانون بالكامل، رسمت بالتراب نجمة داود نفسها، إلى جانب ما يبدو أنّه رقم «1972»، ما ردّه البعض إلى تاريخ عملية ميونيخ في الألعاب الأولمبية.