تعليق محمد فهمي
خالد صاغيّة

القاتل محمّد فهمي «على قدّه»

10 تموز 2021

فور انتشار خبر طلب قاضي التحقيق طارق بيطار الإذن لملاحقة اللواء عباس ابراهيم، صرّح وزير الداخليّة محمد فهمي أنّه لن يتردّد في إعطاء الإذن ما دام الطلب قانونياً. بعد ثلاث ساعات لا نعرف ما جرى خلالها من «سحاسيح»، تراجع الوزير نفسه قائلاً إنّ عليه مراجعة الدوائر القانونيّة في وزارة الداخليّة. لكنّ الأخطر لم يكن تبدُّل رأي فهمي، بل إلحاقه رأيه المستجدّ بسلسلة مدائح حول إنجازات اللواء ابراهيم، أوّلها تدخّله الشخصي من أجل «دَوْبَلة» حجم هبة النفط العراقيّة التي لم تصل.


لم يصبح محمّد فهمي شريكاً في جريمة المرفأ، أمس. بدأت شراكته في 2 تموّز، حين اختار أن يجيب عن السؤال حول رفع الحصانة عن ابراهيم بالإشادة بإنجازاته النفطيّة. لا يمكن أن تُفهم تلك الإشادة النفطيّة بعباس ابراهيم إلا كدعوةٍ للمقايضة، وإن كان فهمي لم يحدّد بعد بكَم برميل نفط يريد أن يبيع قضية انفجار المرفأ. كم برميلاً لننسى؟

لم يصبح محمّد فهمي شريكاً في جريمة المرفأ، أمس. بدأت شراكته في 8 آب 2020 حين أطلق عناصره الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بمحاسبة من فجّر مدينتهم. يومها رفعت القنابل الغازيّة لوزارة الداخليّة فيتو المحاسبة، قبل المراسلات الرسميّة.

لم يصبح محمّد فهمي شريكاً في جريمة المرفأ، أمس. بدأت شراكته في 4 آب 2020 لحظة الانفجار، حين أعلن أنّ التحقيق ينتهي خلال خمسة أيّام. لم يكن يفكّر لحظة ذاك الإعلان الأبله بكشف المتورّطين. كان يفكّر بحمايتهم. تصريح لتهدئة الناس وأهالي الضحايا. ثمّ يتكفّل الزمن بالنسيان.

لم يصبح محمّد فهمي شريكاً في جريمة المرفأ، أمس. بدأت شراكته في 26 حزيران 2020 يوم أعلن في مقابلة تلفزيونيّة أنّه «قتل تنين». اعترف بذلك من دون أن يخطر له أنّه قد يواجه المحاسبة. كلّ ما كان يعنيه هو أن يخبر المشاهدين كيف حماه ميشال عون آنذاك، فنمت علاقة الاحترام والولاء بينهما فوق جثث الضحايا. انتهى الأمر بأن حذفت المحطّة التلفزيونيّة هذا المقطع من المقابلة، وأُقفِل الموضوع.


لكن، هل القضيّة هي فعلاً محمّد فهمي، واحد من أولئك العمداء المتقاعدين الذين لم يكن ليتذكّرهم أحد، لولا البحث المضني عن وزير سنّيّ يتفوّق عليه حسان دياب من حيث الذكاء والكاريزما؟ حتماً، لا. القضية ليست محمّد فهمي. القضيّة هي الميديوكريتي القاتلة. تلك الشخصيات الميديوكر المسمّاة تكنوقراط، من حسان دياب إلى محمد فهمي، والتي بات اللصوص والقتلة يستخدمونها لإذلالنا وقتلنا. لصوص نهبوا كلّ شيء ويتلذّذون وهم يتفرّجون على الانهيار من حولهم، وخطّ قتل محترف يتنقّل من المتفجرة إلى كاتم الصوت إلى نترات الأمونيوم.


كيف نترجم ميديوكر إلى العربيّة؟ سأل أحد الأصدقاء قبل أن يجيب إنّه لم يعثر على مفردة تفي الـMediocrity حقّها، وأنّ أفضل ترجمة تستدعي اللجوء للمصريّة المحكيّة: «على قدّه». القاتل محمد فهمي «على قدّه».

آخر الأخبار

مواد إضافيّة
إسرائيل تدمّر مبنى المنشية الأثري في بعلبك
جماهير «باريس سان جيرمان»: الحريّة لفلسطين
مطار بيروت يعمل بشكل طبيعي
فكشن

الدني بتهزّ، ما بتوقاع

عمر ليزا
37 شهيداً في عدوان يوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني 2024