عراة الصدور، مكبّلي الأيادي خلف ظهورهم، يجلسون أرضاً بانتظار المزيد من التعذيب. هكذا بدت حال نحو 80 فلسطينياً اعتقلتهم قوّات الاحتلال أمس بعد اقتحامها مجمّع الشفاء الطبّي في مدينة غزّة. وأظهرت صورة ملتقطة لتوثيق الجريمة، 47 من المعتقلين وهم ينتظرون مصيرهم أمام الجنود الإسرائيليين، من بينهم صحافيون وكوادر طبية ولاجئون زعم الاحتلال أنهم «نشطاء من حماس».
وأفرج الاحتلال، مساء أمس، عن عدد من الصحافيين المعتقلين في مجمّع الشفاء، من بينهم مراسل «الجزيرة» إسماعيل الغول، بعد اعتقال استمرّ نحو 12 ساعة. وأكد الغول أنّ «قوّات الاحتلال كبّلتنا وعصبت أعيننا وحققت مع صحافيين ودمرت محتويات الصحافيين في مستشفى الشفاء الطبي»، كما صادر الاحتلال هواتف الصحافيين وحواسيبهم ومعدّات التصوير.
ويأتي الاقتحام الإسرائيلي الجديد لمجمّع الشفاء بزعم «ورود معلومات عن تواجد مسؤولين كبار من حركة حماس فيه». ويُذكر أنّه سبق للاحتلال أن اقتحم المجمّع في تشرين الثاني الماضي بعد أن حاصره لأكثر من أسبوع، بزعم استخدامه من قبل حركة حماس. فدمّر أجزاء من مبانيه والمعدّات الطبية فيه واعتقل العشرات من النازحين والمرضى والكوادر الطبية.