كشفت صحيفة «زودويتشه تسايتونج» أنّ السلطات الألمانية منعت دخول أطفال فلسطينيين إلى البلاد لتلقّي العلاج، بعدما أُصيبوا بشكلٍ خطير جرّاء العدوان الإسرائيلي على غزّة. بعد أشهر من المماطلة، فُقد الاتّصال ببعض هؤلاء الأطفال، فيما نُقل عددٌ أخير للعلاج في بلدانٍ أخرى. وقد تعلّق سبب الرفض بمخاوف من «خطرٍ أمنيٍّ» مزعوم.
تبدأ القصّة مع تشكيل طبيبة الجراحة الترميمية كريستين فان أرك لائحةً ضمّت 40 طبيباً متطوّعاً، وافقوا على معالجة 32 طفلاً من غزّة. في 10 نيسان الماضي، كانت لائحة فان أرك خضراء، ما يعني أنّها وجدت لكلّ اسمٍ سريراً في مستشفى. وبمساعدة العامِلة الإنسانية دانييلا نويندروف والطبيب يان فيناندز، تابعت فان أرك المعاملات الورقية المطلوبة.
قصد الفريق السفارةَ الألمانية في القاهرة، حيث بدأت جولة المماطلة الأولى. بعد أسابيع، شاورت السفارةُ وزارةَ الخارجية الألمانية التي نصحت بنقل الأطفال بمفردهم، من دون مرافقة. عندها، حدّثت فان أرك لائحتها، ليتبيّن أنّ عدداً من الأسماء باتت بالأحمر، هذا يعني «بأفضل الحالات أنّهم نُقلوا إلى بلادٍ أخرى، وبأسوأ الحالات أنّهم فارقوا الحياة».
رغم الاعتراض على مسألة سفرهم بمفردهم، واصلت فان أرك مسعاها في نقل الأطفال، وقابلت وزارة الداخلية الألمانية في 10 حزيران، باجتماعٍ باء بالفشل. تذرّعت الوزارة بمخاطرٍ أمنية تتعلّق بمرافقي الأطفال، وبمسألة عودة هؤلاء ما بعد العلاج، «ما يثير مخاوف من إدخال إرهابيّين أو طالبي لجوء إلى البلاد».
بعد مساءلتها من قبل الصحيفة، ردّت الوزارة بأنّه «من الممكن مبدئياً» إدخال أطفال ما دون الـ12 عاماً، بعد مراجعة المستشفيات حول وضعية مرافقي الأطفال. وتتواصل هذه العملية حتّى اليوم، بدون جواب نهائي، فيما أصبحت معظم لائحة فان أرك باللون الأحمر.