أقفلت سفارة قبرص في لبنان أبوابها اليوم، غداة تهديد أمين عام حزب الله الجزيرة في حال فتحت مرافقها للاحتلال الإسرائيلي خلال أيّ عدوان على لبنان. وقد استدركت الخارجية اللبنانية القرار القبرصي وغلّفته بـ«أسباب إدارية وتقنية»، مشيرةً في بيان إلى أنّ «الإقفال كان محدّداً مسبقاً لأسباب تتعلّق برفع سعر التأشيرة»، مضيفةً أنها ستُعاود العمل بدءاً من الغد. وعلمت ميغافون أنّ الحكومة اللبنانية والرئاسة القبرصية تتواصلان بشكل مباشر لإعادة ترتيب الأمور وتوضيحها.
وفي الردود القبرصية الرسمية على كلام نصر الله، أكد الرئيس نيكوس كريستودوليدس، أنّ بلاده لا تشارك بأيّ شكل من الأشكال في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزّة وجنوب لبنان. وأشار إلى أنّ قبرص «جزء من الحلّ وليست جزءاً من المشكلة»، معتبراً أنّ كلام نصر الله «غير لطيف». أما المتحدث باسم الحكومة، فلفت إلى أنه لم يتمّ منح الإذن لأيّ دولة بإجراء عمليّات عسكرية عبر قبرص، مضيفاً أنّ الجزيرة «غير منخرطة ولن تشارك بأي صراع حربي».
ويأتي تهديد نصر الله لقبرص بعد مناورة أجرتها إسرائيل في الأجواء القبرصية، في نيسان الماضي، وحاكت هجوماً على إيران. ويُذكر أنّ الجزيرة لعبت دوراً أساسياً على مستوى إدخال المساعدات إلى غزّة بعد خضوعها لتفتيش إسرائيلي، إذ كانت نقطة انطلاق مساعدات الممرّ البحري إلى غزّة، في إطار المشروع الذي قاده الاتحاد الأوروبي بالتزامن مع الميناء المؤقت الذي أطلقته الإدارة الأميركية، بعد فشلها في إرغام إسرائيل على فتح المعابر البريّة لإدخال المساعدات إلى القطاع.