دراسة مخيّمات
عمر محمد خالد

من نهر البارد إلى عين الحلوة، أو العكس

10 آب 2023

على وقع الرصاص، نزح أهالي مخيم عين الحلوة في حرب شوارع جديدة قديمة في سياقات تشبه سابقاتها. لذلك من المفيد أن نزور الماضي لنستفيد من بعض الدروس. 

في هذا البحث القصير، سوف نزور مخيم نهر البارد في عكار، بنظرة علمية نشرح بها التراكمات الاجتماعية والأحداث السياسية التي أدّت إلى حرب عام 2007 التي خاضها أجانب ودفع ثمنها الفلسطينيون.


لمحة عن مخيّم نهر البارد

قبل الحصار، كان نهر البارد ثاني أكبر مخيم للّاجئين في لبنان، وقد تأسس عام 1949 على ساحل محافظة عكار، على بعد 15 كيلومتراً من مدينة طرابلس وعلى بعد 2 كيلومتر من منطقة العبدة التي تعتبر مدخل محافظة عكار وطريقها الأساسي. يسكن المخيّم أكثر من 36 ألف لاجئ فلسطيني، ينحدر معظمهم من قرى الجليل: صفد وصفوري وساسع ولوبية وخلصة وصفصاف. ومع نموّ المخيمات بشكل عشوائي وليس وفقًا لخطط الأمم المتحدة للاجئين، استمرت الأشكال المختلفة للعلاقات الاجتماعية والمنظمات الفلسطينية في المخيمات.

FunkMonk (Michael B. H.)

في السنوات اللاحقة، نشأ إلى جانب المخيّم تجمُّع سكاني يُشار إليه بإسم المخيّم الجديد، وكان موطنًا للعائلات الفلسطينية الأكثر ثراءً. وعلى الرغم من عدم توفّر أرقام دقيقة، يُعتقد أن العديد من اللبنانيين والسوريين الأفقر عاشوا أيضًا في المخيم، بشكل خاص في السبعينيات من القرن الماضي. ومن غير المستغرب أن يكون الازدحام وسوء البنية التحتية من سمات الظروف المعيشية للمخيم. فالاكتظاظ مشكلة مستمرّة في المخيمات التي لم تُعَدّ لاستيعاب معدلات النمو السكاني الكبيرة.

استمرّ شريان الحياة الاقتصادي للمخيم من خلال موقعه كقناة للتجارة بين مختلف مناطق لبنان وسوريا، وتحديداً مدينة طرابلس. اعتمدت المخيمات على هذه التجارة، بالإضافة إلى الأجور المكتسبة في سوق العمل غير الرسمي، والتحويلات المالية من أفراد الأسرة، والمساعدات الدولية الهزيلة، لكنّ الفلسطينيين استمرّوا في المعاناة من الظروف المعيشية السيّئة في ظلّ الحد الأدنى من الخدمات الصحية والبنية التحتية والتعليم التي تديرها الأونروا.

من المهم الإشارة إلى أن ما يُعرف عمومًا بمخيم نهر البارد كان في الواقع كيانين متميزين: مخيم الأونروا الرسمي الذي يُطلق عليه أيضًا اسم المخيم «القديم»، والذي يتمتع بنسيج حضري عالي الكثافة، و«المخيم الجديد» المجاور على أرض خاصة (أكثر من عشرة أضعاف مساحة المخيم القديم) الذي بدأ العمران والسكن به في أواخر السبعينيات. المخيم الجديد الذي كان يأوي عشية المعركة حوالي ثلث مجموع سكان نهر البارد البالغ حوالي 33,000 نسمة، كان رسميًا وقانونيًا تحت سلطة بلدية المحمرة، وكانت الأونروا تقدّم الخدمات الاجتماعية والتعليمية للفلسطينيين الذين يعيشون هناك.  


كيف سيطرت «فتح الإسلام» على مخيّم نهر البارد؟

لفهم كيف تمكّن المسلّحون الذين شكّلوا فيما بعد فتح الإسلام من التدخل في المجتمع السلمي والمتكامل إقليمياً في مخيم نهر البارد، من الضروري تقديم خلفية سياسية موجزة تعود إلى العام 1982. فبينما طُردت قوات منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت وجنوب لبنان عقب الغزو الإسرائيلي، بقيت في شمال لبنان الذي كانت أجزاء كبيرة منه تحت سيطرة الجيش السوري. ولكن في ربيع عام 1983، اندلع تمرّد مدعوم من سوريا داخل فتح ضد مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية الموالين لعرفات، ممّا أجبر الموالين لمنظمة التحرير الفلسطينية/ عرفات على مغادرة البلاد في تشرين الثاني 1983. ومن بقي من المقاتلين تحوّل إلى فصيلة تسمى فتح الانتفاضة رسخت وجودها في المخيمات في مناطق سيطرة القوات السورية شمال لبنان. سيطرت فتح الانتفاضة على الهيئات الحاكمة لمخيم نهر البارد، ولا سيما اللجنة الشعبية. بعد انسحاب القوات السورية من لبنان عام 2005، بدأت الفصائل السياسية التقليدية في إعادة تأكيد نفسها وفرض سيطرتها.

حين اندلعت حرب تموز 2006، لوحظت حركة دعم مهمّة من شمال لبنان، مشكّلة من المسلّحين السلفيّين. حاول بعضهم اختراق مخيمات اللاجئين في بيروت- برج البراجنة وشاتيلا- لكنّ اللجان الشعبية والأمنية المحلية طردتهم. فاتّجهوا نحو الشمال حيث وجدوا بيئة أكثر ترحيباً في المنطقة المحافظة دينياً، لا سيما حول طرابلس، حيث وفرت العناصر المحلية، عن قصد أو غير قصد، الغطاء والدعم الأيديولوجي للوافدين الجدد.

هؤلاء المتشدّدون الذين أصبحوا فيما بعد جزءًا من فتح الإسلام التي لم تكن موجودة، لم يتمكنوا من اختراق النسيج الاجتماعي والعمراني المترابط بشكل وثيق لمخيم نهر البارد القديم، لكنهم تمكنوا من إثبات وجودهم  في المخيم الجديد المجاور. وكما ذكرنا سابقاً، كان المخيم الجديد رسميًا جزءًا من بلدية المحمرة التي كانت مسؤولة من حيث المبدأ عن توفير البنية التحتية والخدمات، والشرطة، وحفظ السجلات، وإصدار التراخيص. لكن في الواقع، لم يكن للبلدية وجود حقيقي في المنطقة، إذ كان يُنظر إلى المخيم الجديد على نطاق واسع على أنه استمرار اجتماعي وحضري لمخيم نهر البارد. وكانت النتيجة نشوء منطقة وسط غامضة لا تتبع  للمخيم ولا للبلدية، وكانت الدولة غائبة فعليًا عنها. كان اللاجئون قادرين على حيازة الأرض هناك من خلال الشراء غير الرسمي (أي غير المسجل) من ملاك الأراضي اللبنانيين والبناء عليها دون تصاريح رسمية. جذب هذا الغموض المجموعات المتشددة حيث بدأت تتجمع حول نهر البارد. كما قام بعض سكان المخيمات بتأجير غرف وشقق لأعضاء المجموعة التي لم يتم تحديد هويتها بعد، وادعوا لاحقًا أن المعاملات تمت لمصالح مالية فقط وبدون معرفة بأهداف المستأجرين. 

خلال تلك الفترة، وصلت إلى مخيم نهر البارد مجموعة كبيرة أخرى من المسلحين الذين ادّعوا أنهم سلفيون، كجزء من تنظيم فتح الانتفاضة- الراسخة والعلمانية ظاهريًا- بتدخل من أمينها العام المقيم في دمشق، أبو خالد العملة. في البداية، بقي القادمون الجدد داخل القواعد العسكرية للفصيل، فمن المفترض أنهم أعضاء فيه، لكن يبدو أن انقلابًا داخليًا أدّى إلى سيطرة مدّعي السلفية بشكل أساسي على قواعد فتح الانتفاضة. وفي 26 تشرين الثاني 2006، أعلن شاكر العبسي، زعيم الجماعة، عن إنشاء فتح الإسلام، ومن المفارقات أن العديد من سكان المخيم علموا بها لأول مرة عبر وسائل الإعلام اللبنانية.

AFP/ Nicola Toahmeh

حذر قادة المجتمع، بمن فيهم بعض المشايخ، من عواقب وخيمة على مخيم نهر البارد. وبالفعل، سرعان ما كثف الجيش اللبناني نقاط التفتيش، مما جعل الدخول إلى المخيم والخروج منه في غاية الصعوبة. توقف الزبائن من خارج المخيم عن القدوم، مما ألحق أضرارًا كبيرة باقتصاد المخيم. فعارض معظم سكان المخيم وجود فتح الإسلام، لكن قسماً آخر- وخاصةً السلفيين- كانوا سعداء بالنظام الأخلاقي الذي كان يعتقد أن الجماعة الجديدة تفرضه. لكنّ أفعال فتح الإسلام اللاحقة تشير إلى جهل أو بساطة العديد من المتعاطفين مع المتشددين الذين انجذبوا إلى التفاني الواضح لهؤلاء الرجال «الأتقياء»، متجاهلين معتقداتهم المتطرّفة. مما لا شك فيه أن بعض هذا الدعم سهّل إنشاء المجموعة في نهر البارد.

لم تكن فتح الإسلام من المخيم، بل ظاهرة خارجية ظهرت حول المخيم وداخله في خريف 2006. وقد أكد مجلس القضاء اللبناني طابعها غير المحلي بشكل قاطع، وحدّد تكوينه على النحو التالي: 69 لبنانيًا، وحوالي 50 فلسطينيًا (الغالبية العظمى من سوريا)، و543 سعوديًا، و12 سوريًا، وتونسي واحد، وجزائري واحد، ويمني واحد، وعراقي واحد. وبحسب دراسة إسماعيل حسن وساري حنفي، فإن المنظمة تألفت من ثلاثة مكونات مختلفة: كتيبة لبنانية من منطقة سير الضنية في شمال لبنان بقيادة أبو هريرة (شهاب القدور)؛ تشكيلة متباينة من السعوديين وغيرهم من المواطنين العرب. أمّا الفلسطينيون البالغ عددهم 50 شخصًا من سوريا، فكانوا تحت حكم شاكر العبسي الذي نصّب نفسه قائداً لدوره في تأمين قواعد فتح الانتفاضة. كان لفتح الإسلام هدفان: إقامة إمارة إسلامية في شمال لبنان، والعمل كقاعدة جهادية لتدريب المسلحين على العمل ضد الولايات المتحدة وغيرها من القوات الغربية في العراق وأفغانستان. وقد ربط البيان الذي أعلن عن تشكيل فتح الإسلام بين القومية الفلسطينية والجهادية العالمية، ولم تكن محاربة إسرائيل على جدول أعمال المنظمة.  


حرب مخيّم نهر البارد 2007

يُنظر إلى جميع مخيمات اللاجئين الإثني عشر في لبنان، لا سيما منذ نهاية الحرب الأهلية، على أنها مناطق فوضى وإجرام وعنف. وتصفها المؤسسة السياسية اللبنانية بـ«البؤر الأمنية»، مع الإشارة إلى أنها موجودة خارج نطاق السيادة العسكرية اللبنانية. يشير كثير من اللبنانيين إلى اتفاقية القاهرة عام 1969 التي سمحت لمنظمة التحرير الفلسطينية بمهمة تنظيم وتحديد وجود السلاح في المخيمات في إطار الأمن اللبناني ومصالح الثورة الفلسطينية، كدليل على وجود المخيمات خارج نطاق السيطرة اللبنانية. لكن هذا الاتفاق ألغي رسمياً من قبل مجلس النواب اللبناني في أيار 1987، وبالتالي لا يوجد عائق رسمي أمام دخول السلطة اللبنانية إلى المخيمات. ومع ذلك، استمرّ تصوير المخيمات على أنها مكان للخروج على القانون وعلى نطاق السيادة اللبنانية. وكان هذا هو حال مخيم نهر البارد قبل حرب 2007، إذ أوكلت للّجان الشعبية داخل المخيم مهمة تنظيم المخيم من الناحية الأمنية، في حين كانت الأونروا تهتم بالأمور المعيشية الأساسية.

منذ أن أعلنت فتح الإسلام وجودها في المخيم لأول مرة في أواخر تشرين الثاني 2006 وحتى توقف القتال في أوائل أيلول 2007، شهد المخيم عدداً من الهزّات الأمنية الكبيرة التي لم يشهدها من قبل، بلغت ذروتها في حرب 2007 بين فتح الإسلام والجيش اللبناني. اتسمت هذه الهزات الأمنية بعجز القيادة الفلسطينية عن ضمان الحماية الجسدية للاجئين من العنف وضمان أمان المخيم.

في 20 أيار 2007، اندلع قتال عنيف في نهر البارد. أدّى الاشتباك الأولي بين الجيش اللبناني ومنظمة فتح الإسلام إلى مقتل 20 مسلحًا و21 جنديًا على حاجز تفتيش للجيش اللبناني في مدخل المخيم. سرعان ما تحول المخيم إلى منطقة حرب. بعد خمسة عشر أسبوعًا من القصف المكثف وإطلاق النار، تحوّل المخيم إلى أنقاض ووصل عدد القتلى إلى قرابة 500، بمن فيهم حوالي 220 مسلحًا و168 جنديًا. كما قتل ما لا يقلّ عن 47 مدنياً فلسطينياً في المواجهة الدموية التي أجبرت سكان المخيم البالغ عددهم 30,000 على الفرار، معظمهم إلى مخيم البداوي للاجئين الواقع على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب. كانت هذه أعنف حرب تقع في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية، وقد أشادت جميع الأطراف السياسية المحلية والدولية بانتصار الجيش اللبناني، لكن المعركة أجّجت الاضطرابات السياسية والتوترات الطائفية في البلاد. فقد جاءت معركة نهر البارد في فترة شهدت تحسّناً في العلاقات بين السلطات اللبنانية والفلسطينيين، بعدما كانت قد وصلت إلى طريق مسدود منذ أوائل التسعينيات. لكنّ أزمة نهر البارد أوقفت الحوار السياسي، ورسخت الصراع حول مسألة توطين اللاجئين في لبنان، وتسييس مخيمات اللاجئين باعتبارها تهديدًا أمنيًا. 

AFP/ Patrick Baz

مخيّم نهر البارد: الصلات الاجتماعية بين سكان المخيّم وخارجه

شبّه بعض الصحافيّين نهر البارد خلال حرب 2007 بمخيم عين الحلوة في جنوب لبنان. لكن الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة لطالما كانت متوترة، إذ كان المخيم لفترة طويلة موقعًا للاقتتال بين الفصائل وملاذًا للمطلوبين من الأجهزة الأمنية اللبنانية، وهذا ما لم يكن حال نهر البارد. لأكثر من عقد من الزمن قبل وصول فتح الإسلام، وحتى قبل ستة أشهر من المعركة، نادراً ما كان ينشب اقتتال بين الفصائل سواء داخل المخيم أو على أطرافه. وهكذا أفلت مخيم نهر البارد من الوصمة التي لحقت بالمخيمات الفلسطينية في لبنان منذ الحرب الأهلية، وأُعفي إلى حدّ كبير من سياسات الدولة في التهميش والاحتواء التي مورست ضد معظم المخيمات. يعود الفضل في ذلك إلى أنّ مخيّم نهر البارد، الواقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط  على بعد عشرين كيلومترًا شمال طرابلس، تشابك اقتصادياً واجتماعياً مع محيطه على مدى ستين عامًا. استمدّ المخيّم تكامله الاقتصادي من موقعه على الطريق السريع الدولي الذي يربط سوريا بالساحل اللبناني والمدن الرئيسية في لبنان، وهذه إحدى الحالات النادرة التي يتقاطع فيها طريق لبناني رئيسي مع مساحة المخيم. كذلك يقع المخيّم في وسط منطقة زراعية تعاني من تهميش الدولة، وقد تمكّنت روح المبادرة النشطة للّاجئين من جعل مخيم نهر البارد مركزًا تجاريًا مهمًا. فجاء المزارعون اللبنانيون من المناطق  المجاورة إلى المخيم لبيع منتجاتهم والاستفادة من الأسعار التنافسية لمشترياتهم الخاصة، في حين انجذب العملاء من طرابلس وبلدات وقرى شمالية أخرى إلى كثافة الأعمال التجارية التي تبيع البضائع بأسعار تنافسيّة في مناخ اقتصادي يتّسم بارتفاع الأسعار نتيجة السياسات الاقتصادية النيوليبرالية للحكومة بعد الحرب الأهلية.

بعد حرب المخيّم وتطبيق النظام العسكري، مُنع اللبنانيون والفلسطينيون من غير سكان المخيم من الدخول، إلا بتصريح عسكري تصدره الشرطة العسكرية. منعت هذه الإجراءات دخول المواطنين الراغبين بالتسوّق في المخيم أو المزارعين اللبنانيين من بيع مزروعاتهم داخله. كذلك عمد العديد من تجار المخيم ممّن حافظوا على رأسمالهم ولم تُدمَّر متاجرهم، إلى نقل أعمالهم إلى خارج المخيّم. فأفقد هذا النظام العسكري المخيّم قوّته الإقتصادية وميزته كمركز تلاقٍ اجتماعي لمختلف سكان محافظة عكار. في عام 2017، سُمِح الدخول إلى المخيم من دون إذن مسبق، لكنّ الحركة التجارية داخل المخيم لم تنشط بسبب كثرة الحواجز التي نصبها الجيش اللبناني على المداخل وانتقال التجار الأساسيين إلى المناطق حول المخيم، خصوصاً على امتداد الطريق الرئيسي في منطقة العبدة والمحمرة المحاذية للمخيم. 


عبر بحثي هذا، حاولتُ إظهار الفوارق الأساسية في حياة مخيم نهر البارد بعد حرب 2007 عبر دراسة الأدبيات التي تناولت أوضاع المخيم الاجتماعية والاقتصادية والأمنية قبل الحرب وبعدها، وعبر التجربة الشخصية التي عشتها ورأيتها في مخيم نهر البارد كونه قريباً على المنطقة التي أسكن فيها في لبنان. وجدت أن المخيم كان يتمتع بصفات المدينة وكان مركزاً أساسياً للتجارة في محافظة عكار ويلعب دوراً مهمّاً بفضل موقعه على الطريق الدولي. تبخّرت هذه المكانة بعد الحرب بسبب سياسة الإغلاق العسكري التي فرضها الجيش اللبناني. كذلك كان المخيم قبل الحرب يتمتّع بصلاتٍ اجتماعية قوية بين سكانه وبينهم وبين سكان القرى المجاورة، لكنّ هذه العلاقات ضعفت بعد الحرب بسبب تشتّت الجيرة ونزوح السكان. فقد مخيم نهر البارد وضعه الأمني المضبوط من قبل اللجان الشعبية وتحوّل إلى بؤرة عسكرية تحاصره الحواجز من كل المداخل، وتغيّر نظام الإدارة فيه ليصبح تحت سلطة الدولة اللبنانية، مع تهميش لدور اللجان الشعبية الفلسطينية. أمّا على الصعيد العمراني، فتحسنّت البنى التحتية في المخيم مع خطّة إعادة الإعمار، خصوصاً شبكات الصرف الصحي والمياه، لكنّ عملية إعادة الإعمار مسحت معالم المخيّم الرئيسية وأفقدته روحه العمرانية التاريخية. هذه قصة مخيم نهر البارد في عكار، فكيف يمكن ان نستفيد منها لإعادة بناء وتأطير علاقة الدولة بالمخيّمات؟

ينشر هذا المقال بالشراكة مع منصّة Spotcast (سبوت كاست) 

المراجع
  1. Sheikh , I., & Hanafi, S. (2010). (In)Security and Reconstruction in Post-conflict Nahr al-Barid Refugee Camp. Journal of Palestine Studies, 40(1), 27-48.
  2. Abboud, S. (2009). The Seige of Nahr al-Bared and the Palestinian Refugees in Lebanon. Arab Studies Quarterly, 31(1), 31-48.
  3. Ali, M. E. (2010). Overview of Palestinian Forced Displacement in and from Lebanon 1948–1990. al majdal, 22–8.
  4. Ged, K. (2004). Nahr el Bared Camp: Population Census with Social, Education, Healthcare & NGO Surveys. Beirut: Mokhtarat.
  5. Hanafi, S. (2008). Palestinian Refugee Camps in Lebanon: Laboratories of State-in-the-Making, Discipline and Islamist Radicalism. Lentin, 82–100.
  6. Khalidi, M., & Diane, R. (2007). The Road to Nahr al-Barid: Lebanese Political Discourse and Palestinian Civil Rights. Middle East Report, 244.
  7. Khawaja , M., & Jacobsenb, L. B. (2003). Familial relations and labor market outcomes: the Palestinian refugees in Lebanon. Social Science Research, 32(4), 579-602.
  8. Knudsen, A. (2009). Widening the Protection Gap: The ‘Politics of Citizenship’ for Palestinian Refugees in Lebanon, 1948–2008. Journal of Refugee Studies, 22(1), 1–20.
  9. Knudsen, A. (2010). The Destruction of the Nahr el-Bared Refugee Camp. In J.-A. McNeish, & J. Sande Lie, Security and Development. New York : Berghahn Books .
  10. Knudsen, A. (2011). “Nahr El-Bared: The Political Fall-out of a Refugee Disaster,” in Palestinian Refugees: Identity, Space and Place in the Levant, ed. Are Knudsen and Sari Hanaf. London: Routledge.
  11. Massey, D. (2005). For Space. SAGE.
  12. Moghnieh, L. (2015). Nahr al-Bared crisis and local responses of aid: a focus on needs assessment during emergencies. Beirut : Civil Society Knowledge Center, Lebanon Support.
  13. Ramadan, A. (2010). In the Ruins of Nahr al-Barid: Understanding the Meaning of the Camp. Journal of Palestine Studies, 49-62.
  14. Rougier, B. (2008). Qu’est-ce que le salafisme? . Paris: Presses Universitaires de France.
  15. Schulz, H. L. (2003). The Palestinian Diaspora: Formation of Identities and Politics of Homeland. London: Routledge.
  16. Shehadi, N. (2010). A Staircase in Nahr El Bared: The Future of Palestinian Refugees in Lebanon. Washington, DC: Aspen Institute.
  17. Support, L. (2007). Lebanon: Survey of needs of families returning to Nahr El Bared. New York: OCHA.
  18. حنفي، س. (2010). إدارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في المشرق العربي: حوكمات تبحث عن شرعية . بيروت : معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية، الجامعة الأمريكية في بيروت.

آخر الأخبار

مواد إضافيّة
فيدان والشرع عن قسد: لا مكان للسلاح خارج الدولة
تخطيط قيمة حياة فتاة عشرينيّة مقيمة في بدارو
وزير الدفاع الإسرائيلي يزور جنود الاحتلال في جنوب لبنان
وليد جنبلاط في سوريا
جيش الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان ويهدّد بإخلائه
الاحتلال يجرف بساتين الليمون في الناقورة