تعليق المعارضة
نادر فوز

الانتصار تحقّق في 15 أيّار، وخرجنا من الهامش

19 أيار 2022

جاء موعد 16 أيّار بانتصار جديد لم تعرفه شريحة رافضة من اللبنانيين منذ بدء احتجاجاتها قبل مئة عام ربّما. 

حروب أهلية، اشتباكات، محاور طائفية، محاور خارجية، منظّمات مسلّحة، جيوش أجنبية، جيوش عربية، جيوش شقيقة، احتلالات، اتفاق الطائف، اتفاق الدوحة، تسويات رئاسية، تسويات حكومية، ميلشيات، تحالفات انتخابية، منظومة حكم، مصارف، والكثير الكثير من البلطجة والتشبيح. 

توالى كل هؤلاء على المشهد، وبقيت تلك الشريحة الرافضة في مكانها. بقيت على الهامش تدفع ثمن كل محطّة وكل تسوية وكل حرب. فجاء موعد 16، لتخرج من هامشها إلى منتصف الكادر. نحن هنا.


الانتصار تحقّق في 15 أيّار، وتمّ إسقاط الكثير من الرموز

جاء موعد 16 أيّار ليؤكّد إسقاط الكثير من الرموز التي طبعت تاريخ البؤس. 

إسقاط إيلي الفرزلي، حجر الربط بين المصارف والسياسيين. رمز تخليد الكراسي وتسميتها على اسم شاغليها. فيُقال «من سيحلّ مكان إيلي الفرزلي؟» وليس من سيشغل منصب نائب رئيس مجلس النواب. 

إسقاط أسعد حردان، رمز التصفيات والدناءة والأداة الأمنية والإجهاز على النقابات. في يوم بعيد، شوهد وهو يحشو الرصاص في جيوب مقاتليه وهو يرسلهم إلى حتفهم على المحاور الداخلية.

إسقاط مروان خير الدين، رمز المصارف والبلطجة وسرقة أموال الناس وتهريبها إلى الخارج.

إسقاط ثنائية إرسلان- وهاب، رمز الدسّ والحقد والتبعية والاستخفاف بعقول الناس. 

إسقاط فيصل كرامي الطفل المدلّل، 

إسقاط العنصري زياد أسود.


الانتصار تحقّق في 15 أيّار، وتمّ خرق المربّعات وتعطيل المحادل

جاء موعد 16 أيار وتأكد خرق المربّعات الشعبية والطائفية. 

خرق الحظائر التي تحرسها ذئاب الطوائف والسلاح. خرق حزب الله وحركة أمل على أرضهما وبين جمهورها. خرق ساحة وليد جنبلاط في الجبل. خرق حديقة القوات اللبنانية في بشري. خرق ملعب تيار المردة في زغرتا. الدخول إلى بيروت الثانية من باب واسع. تحجيم جبران باسيل وتياره في الدوائر المسيحية. 

كلّ هذه التغييرات، جاء بعضها لمصلحة قوى السلطة على حساب أخرى. لكن معظمها جاء على يد الشريحة التي خرجت من الهامش لترمي العوائق أمام المحادل الانتخابية وتواجهها.


الانتصار تحقّق في 15 أيّار، ولا بدّ من كسر العجرفة

جاء موعد 16 أيّار ليكشف بالدليل القاطع خبث بعض المجموعات واللوائح وعجرفتها. عجرفتها شبيهة إلى حدّ كبير بعجرفة أحزاب الطوائف وزعاماتها. عدد الأصوات المهين الذي جمعته هذه المجموعات واللوائح، حرم اللوائح «التغييرية» الأخرى من حاصل أو كسر إضافي. أين ذهبت هذه المجموعات بعجرفتها في اليوم التالي للانتخابات؟ لم يصدر عنها شيء بعد. أقلّ الواجب بيان اعتذار، إن لم يكن حتى اعتزالاً أو خروجاً تاماً من الصورة والعمل السياسي المباشر.


الانتصار تحقّق في 15 أيّار، ولا بدّ من تطوير بعض الأمور

جاء موعد 16 أيّار بهذا الانتصار ليحلّ تاريخاً جديداً يفرض التعديل والتطوير في الخطاب. موعد 16 أيّار يعني الانتقال من موعدي 17 تشرين و4 آب، إلى مرحلة جديدة عمادها شعارات 17 تشرين ومطالب 4 آب. 16 أيّار، ثمرة 17 تشرين و4 آب والعديد من التواريخ الأخرى التي حملت جرائم السلطة السياسية ومواجهتها. 

16 أيّار موعد لتكريس كل المطالب، ويستوجب تطوير بعض الشعارات. في الساحة، الإبقاء على شعار «كلن يعني كلن». في مجلس النواب، لا إمكانية لذلك. رفع الحصانة عن النواب المدّعى عليهم في جريمة انفجار مرفأ بيروت يتطلّب دعم جزء من «كلن يعني كلن». وكذلك منع بيع أصول الدولة، فرض الضريبة التصاعدية وعلى الأملاك المنهوبة، نسف الصناديق السوداء، وتفعيل هيئات الرقابة ووقف البلطجة على القضاء. والكثير غيره. 


الانتصار تحقّق في 15 أيّار، والسلطة تواجهنا بشعاراتنا

جاء موعد 16 أيّار لتطلّ علينا زمرة العصابة الحاكمة بالتوالي وترفع شعارات الإصلاح والتغيير. واحد طالب بالدولة المدنية، آخر بإصلاح قانون الانتخابات، ثالث بالتعاون والجلوس على طاولة واحدة. «كلن يعني كلن» باتوا معنا، أو بتنا نحن معهم، في المجلس الذي استعصى علينا دخوله طوال عقود. فماذا نحن فاعلون؟ نحن كتلة سياسية واجتماعية - نأمل بأن تكون موحدة لو أنّ المهمّة شاقّة، أصبحت مضطرّة إلى خوض تحالفات ومفاوضات مرحلية ولحظوية داخل البرلمان من أجل تحقيق التغيير. لكن الأكيد أنها لن تكون للحظة من عصابة «كلن يعني كلن». 


الانتصار تحقّق في 15 أيّار، لكنّ مسيرات «الإصبع» لا تزال عامرة في شوارع المدينة.

آخر الأخبار

مواد إضافيّة
فيدان والشرع عن قسد: لا مكان للسلاح خارج الدولة
تخطيط قيمة حياة فتاة عشرينيّة مقيمة في بدارو
وزير الدفاع الإسرائيلي يزور جنود الاحتلال في جنوب لبنان
وليد جنبلاط في سوريا
جيش الاحتلال يحاصر مستشفى كمال عدوان ويهدّد بإخلائه
الاحتلال يجرف بساتين الليمون في الناقورة