19 أيلول 2024
View this post on Instagram
فجّرت إسرائيل قبل أيّام أجهزة البايجرز.
شعرتُ بألمٍ في عيوني عندما شرح طبيب العيون أنَّ التفجيرات حرقت أنسجة العيون.
ابتلعتُ الدمعة.
نظرتُ إلى لايف الجزيرة لأتفقّد ما إذا كان هناك أيّ عاجلٍ مهمّ.
ظهرت على الشاشة لقطةٌ سوداء من الضاحية الجنوبيّة لبيروت. لماذا نصبوا كاميرا في الضاحية؟ لم يحصل شيءٌ هناك منذ أيّام. ولماذا التغطية الحيّة؟
اختفت اللقطة بعد ثانيتَيْن.
23 أيلول 2024
View this post on Instagram
كانت القهوة على النار عندما وصلت الحرب.
وقفتُ في المطبخ أتّصل بأهلي آلاف المرّات كي يغادروا الجنوب.
حدّقتُ في القهوة كي لا تفور على الغاز. شربتُها وغادرت.
في الفان رقم 4، الجميع خائف، وأصوات نشرات الأخبار تصدح في شارع سبيرز الذي يختنق بالزحمة.
أخبرتني أمّي أخيراً أنّهم غادروا.
جلستُ على الأرض وبكيت.
لم أستطع الجلوس إلا على الأرض.
24 أيلول 2024
View this post on Instagram
على شاشات مقاهي الحمرا، حلّت الجزيرة مكان مباريات كرة القدم.
طقطقت صوراً كثيرةً لهذه الشاشات.
وجدتُ الأمر مضحكاً.
25 أيلول 2024
استشهد 5 أشخاص من عائلة واحدة في غارةٍ جويّة إسرائيلية على بنت جبيل.
شعرتُ حينها للمرّة الأولى أنَّه بات لديّ ثأرٌ شخصي مع إسرائيل.
28 أيلول 2024
يقولون منذ أمس إنَّ إسرائيل اغتالت نصرالله.
كيف ذلك؟ مستحيل.
نزلتُ إلى السوبرماركت.
ماذا يجب أن أموّن؟
خبز. صابون. جبنة. لبنة. معكرونة. عنب. خبز. صابون. جبنة. لبنة. عنب. معكرونة.
رسالةٌ من أسيل: أعلنوها الحزب، يلا ارجعي.
حاسبتُ ومشيت. كان الطريق طويلاً جداً. صوت البكاء ينهمر من جميع الشرفات.
عدتُ إلى المنزل. وضعتُ ملابسي في سلّة الغسيل رغم أنّني لم أرتدِها أكثر من 20 دقيقة. أخرجتُ ما في الأكياس. نسيتُ الصابون.
30 أيلول 2024
خلص. لا داعي للخوف فعلاً.
الصاروخ يللي رح يقتلك ما رح تسمعه.
قُل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكّل المؤمنون.
12 تشرين الأوّل 2024
ذهبتُ لأزور أهلي في محلّ إقامتهم الجديد.
كان الطريق مقرفاً. لم أعتد المشوار إلى الشمال. لا أريد أن أحفظ طريقاً جديدةً. خلص تخطّي. اوكي.
لا يوجد هنا سوى عدد من الكراسي والطراريح. هذا ليس منزلاً. لا أعرف هذا المنزل. ولا هذه الدكّان. ولا هذا الطريق. ولا هذه الوجوه. ولا هذه البناية. أكرهها. أشعر برغبةٍ قويّة بالنوم. لعلّ هذه الطرق تختفي. لكنّ ضوء الممرّ مزعجٌ جداً.
21 تشرين الثاني 2024
تخطّى عدد الجرحى 15,000.
أكتب هذه الأرقام كلّ يوم. ليست جديدةً عليّ. أنسخها من صفحة وزارة الصحّة وأكتب الخبر.
لكنّ شيئاً ما كان مختلفاً ذاك اليوم.
عندما نظرتُ إلى الرقم، تخيّلت 15,000 جريحٍ على الشاشة. تخيّلتُ أيديهم وعيونهم ورؤوسهم وأصابعهم. كان نفَسي يضيق كلّما أطلتُ التحديق بالرقم. لم أعد أستطيع التنفّس. كلّ شيءٍ حولي تحوّل إلى حائطٍ أسود. فقدتُ شيئاً ذاك اليوم لم أعثر عليه حتّى الآن، ولا أعلم حتّى ما هو.
23 تشرين الثاني 2024
استيقظتُ على هزّة.
تلتها أربعة أصواتٍ عنيفة.
رأيتُ الخزانة تتحرّك.
لماذا تتحرّك الخزانة؟
حتّى البيسي الأطرش استيقظ.
بحرٌ من الإشعارات على هاتفي.
لم أفهم ما حدث.
خرجتُ إلى غرفة الجلوس.
من أين أتت هذه الدخنة؟
لم يحن بعد موعد الكهرباء.
تحرقني عيوني.
مسكتُ هاتفي مجدداً. غاراتٌ على البسطا.
جلست على الكنبة حتّى العاشرة صباحاً.
كانت هذه المرّة الأولى التي سمحت فيها لنفسي أن أجلس مع الخوف.
30 تشرين الثاني 2024
عدنا للمرّة الأولى إلى ضيعة جدّتي في الجنوب.
خطر لي حينها أنّها لو كانت على قيد الحياة، لحزنت لحال ضيعتها. قرّرت أن أحزن بدلاً منها.
أوّل شيءٍ عملناه في البيت بعد العودة كان إبريق شاي.
الزجاج والغبار في كلّ مكان.
لم تتوقّف التفجيرات بعد وقف إطلاق النار.
هناك فراغٌ صغير بين سكّة الباب والباب نفسه. سكّة الباب أوسع بقليل.
عندما ينفجر الصاروخ، يتحرّك الباب في هذا الشقّ. صوت حركة الباب أفظع من صوت الصاروخ. لا أفهم لماذا يخيفني أكثر.
تمنّيتُ لو يمكنني أن أحشو الفراغ في سكّة الباب بأكياس الشاي، كي لا أسمع هذا الصوت الكريه مجدداً.
26 كانون الثاني 2025
سمعتُ الصوت مجدداً.
قصفٌ أو تفجيراتٌ على الحدود.
كان ينبغي أن ينسحب جيش الاحتلال بالكامل اليوم، لكنّه لا يزال يطرق الباب. لا يزال عالقاً في سكّة الباب.