بين أزمة الثمانينيّات والأزمة الاقتصادية الحالية اختلافات كثيرة. لكنّ ما يجمعهما هو طروحات السلطة التي لم تتغيّر بين الأزمتين، من رفع الدعم إلى البطاقة التموينية والدولار الطالبي والجمركي، وصولاً إلى اقتراح تبنّي كل عائلة مغتربة لعائلة لبنانية. فرغم العقود التي تفصل بين الأزمتين والاختلافات بينهما، لم يجد سياسيّو السلطة إلّا الشعارات ذاتها لكي يردّدوها، مدركين تمامًا أنّها لن تطبَّق.
لا يعود ذلك الفقر في الخيال السياسي إلى بلادة السلطة السياسية فحسب، بل يشكّل إحدى أدوات حكمها، من خلال تكرار حلول مبتذلة تهدف إلى منع أي إصلاح جذري للنظام. فليس تكرار الحلول ذاتها منذ أربعين سنة إلّا طريقة النظام لإقناعنا بأنّ لا شيء يمكن أن يتغيّر.
نستعيد أبرز تلك المحطات من خلال أرشيف «السفير» و«النهار» في منتصف الثمانينيّات. لمزيد من المعلومات عن تلك الأرشيف وأزمة الثمانينات، الاطلاع على مقال جويل بطرس.
تمّ إنجاز هذه السلسلة بالتعاون مع مركز الدراسات اللبناني.