قضية الأسبوع اغتيالات
ميغافون ㅤ

الرقص حول الخطوط الحمر

3 آب 2024

أسبوع الاغتيالات

بعد انتظار دام أياماً، نفّذت إسرائيل تهديداتها واغتالت المسؤول العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك ردًا على حادثة مجدل شمس التي حمّلت إسرائيل مسؤوليتها لحزب الله رغم نفيه. لكن سرعان ما تبيّن أن هذا الاغتيال ليس إلّا مقدّمة لاغتيال ثانٍ. فبعد ساعات قليلة، تمّ اغتيال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في مقر إقامته في طهران حيث كان يشارك في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. لم تتبنَّ إسرائيل رسميًا هذا الاغتيال، وإن كانت قد استهدفت عددًا من أقارب هنية بالسابق. لكنّها تبنت وأكدّت بعد يوم اغتيال القيادي العسكري في حركة حماس، محمد ضيف، في مجزرة المواصي بخان يونس يوم 13 تموز الماضي.  


مجتمع الإبادة في لحظة انحدار دمويّ

ربّما لم تتبنَّ الحكومة الإسرائيلية علناً مسؤولية اغتيال هنية، لكنّ مجتمعها احتفل بهذا الاغتيال. أمّا نتنياهو، فهنأ جيشه وأجهزة استخباراته باغتيال شكر. تأتي هذه الاغتيالات لتنقذ ماكينة القتل الإسرائيلية من خلال تقديم بعض «الإنجازات»، بعد أكثر من عشرة أشهر من القتل المتواصل من دون أي نتيجة عملية. كما يأتي هذا الاحتفال بالقتل بلحظة انحدار أخلاقي في المجتمع الإسرائيلي باتجاه «مجتمع إبادة». فقبل الإعلان عن الاغتيالات ببضعة أيام، كانت إسرائيل تشهد سجالاً وانقساماً حول «شرعية الاغتصاب» ومحاولة لتبرئة متهمين باغتصاب سجين فلسطيني في سجن «سدي تيمان». فلحظة تحوّل التعذيب والاغتصاب إلى موضوع نقاش عام هي لحظة انحدار المجتمع إلى «مجتمع إبادة»، وهذا المجتمع يريد اغتيالات.  


اغتيال المفاوضات

النتيجة الأوليّة للاغتيالات، وخاصة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هي عرقلة المسار التفاوضي، إن لم يكن نسفه. فاغتيال المفاوض الأساسي، أولًا، هو ضرب لأي نيّة للتفاوض من الجهة الإسرائيلية. كما أن اغتيال هنية هو نسف لموقع قطر السياسي، وهي التي كانت عرّابة المسار التفاوضي. وثالثًا، هو تحدٍّ للإدارة الأميركية التي كانت تعوّل على هذا المسار لإنهاء الإبادة بأقلّ كلفة سياسية. لكنّ الأهم، قد يكون في ضرب ما يمثله هنيّة في حركة حماس وتاريخها. فهو يمثل الجناح السياسي، الأكثر براغماتيةً وتمسكًا بالمسار التفاوضي مما يعرف بالجناح العسكري. وكان هنية عائدًا للتوّ من الصين، حيث تمّ الاتفاق مع حركة فتح على تشكيل سلطة موحدة. فمع اغتياله، تكون إسرائيل قد أعلنت أنّ لا نيّة لها للتفاوض مع أي مكوّن من الحركة، لكي تفتح المواجهة على أفق أكثر دموية.


الردّ القادم

لم تترك إسرائيل مجالًا لخصومها إلّا الردّ. وهذا ما أكدته القيادات الإيرانية ومن بعدها نصرالله في خطاب التشييع. فرغم تأكيدهما على رغبتهما تفادي الحرب المفتوحة، لا خيار أمامهما إلّا الردّ، وإن كانت خياراتهم محدودة. فمع التصعيد الإسرائيلي ونسف المسار التفاوضي وتخطي الخطوط الحمر، قد يشكّل أي ردّ موجع مدخلًا لحرب أوسع، حرب يبدو أن نتنياهو يريدها. فالحرب قد تشكّل مخرجاً لأزمة نتنياهو في الداخل الإسرائيلي، كما هي هروب من مزايدة بعض حلفائه المتطرفين. وهي قد تجبر الإدارة الأميركية إلى العودة إلى موقف أكثر دعمًا لماكينة القتل الإسرائيلية، خاصة على أبواب الانتخابات الرئاسية القادمة. 

قد لا تؤدي الردود المقبلة إلى حرب، لكنّ الأكيد أن هناك طرفًا في المنطقة يريدها، وبات يسعى لها بكامل الوضوح. 

آخر الأخبار

مواد إضافيّة
أكثر من 15 غارة على الضاحية الجنوبيّة لبيروت
2,011 شهيداً، 9,535 جريحاً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان 
بايدن عن قصف لبنان: لا جواب
حدث اليوم - الجمعة 4 تشرين الأول 2024
أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت
كمائن الجنوب تؤرّق الإسرائيليّين